سَأَقولُ بعضَ حِكَايتي
وأَقُصُّ حرَّ وَجِيعَتي
أَحْبَبْتُ بَدْرًا مُقْمِرًا
نَصَّـبْتُهَا سُلْطَانَتي
وَوَهَبْتُها صكَّ الـهَوى
مَلَّكْـتُها سِحْرَ العَصَا
وَأَرَدْتـُها لي زَوْجَتي
هَمَمْتُ في إِخْبَارِها
فَحِينَ جُبْتُ بِفَجْرِهَا
أَدْرَكْتُ قُبْحَ سَرِيرَتي
وَعَلِمْتُ سُوءَ بِضَاعَتي
غَيَّرْتـُني بَدَّلْتُني فَبَنَيْتـُني
سَكَنًا لَهَا
لَكِنَّني لَمْ أَحْتَمِلْ إِيذَاءَهَا
أَأَكُونُ جُرْحَ حَيَاتِهَا؟
فَلَكَمْ عَصَفْتُ بِمِثْلِهَا
أَحْبَبْتـُهُنَّ وَعَدْتـُهُنَّ فَلَمْ أَفِ
وَهَجَرْتـُهُنَّ كَزِئْبَقِيٍّ مُخْتَفِي
بَرَّرْتُ فِعُلَ جَرِيمَتِي
وَكَأَنَّنِي غَدْرًا تَهِيمُ سَلِيقَتِي
.......
بَعْدَ التَّفَكُّرِ وَالتَّدبُّرِ لَمْ أَجِدْ
عَوْزًا لَهَا
أَبَيْتُ خَوْفًا وَصْلَهَا وَتَرَكْتُهَا
مَعَ أَنَّهَا لي منيتي
فَمَضَيْتُ أَكْتُمُ حُرْقَتِي
وَنَسِيتُ ذِكْرَ حَبِيبَتِي
عَيْنِي لَهَا مَا اسْتَشْوَقَتْ
وَتَحَجَّرَتْ عَبَرَاتُهَا
فَاتَتْ شُهُورٌ لَمْ يَعِشْ ذِكْرَانُهَا
فِي قِرْبِتِي
أَكْمَلْتُ شَقَّ مَسِيرَتِي
وَوَجَدْتـُنِي لَا أَحْتَفِي يَوْمًا بِهَا
فَطَوَيْتُ صَفْحَةَ حُبِّهَا
وَهَرَبْتُ مِنْ نَظَرَاتِهَا
كَتَبَتْ يَدَايَ إِقَالَتِي
أَطَفَتْ إِنَارَةَ وَجْهِهَا
وَرَسَمْتـُهَا صَنَمَ الْهَوَى كَسَّرْتهُ
أَحْرَقْتـُهُ وَدَفَنْتـُهُ
كَيْ لا تُعَكِّرَ صَفْوَتِي
وَكَظَمْتُ هَوْجَ قَصِيدَتِي
فِي ذِكْرِهَا
وَبَدَأْتُ أَنْظُمُ هَجْرَهَا
أَلَّفْتـُهُ شِعْرًا يُغَازِلُ بَسْمَتِي
.......
وَسَبَحْتً فِي بَحْرِ الدُّنَا
عَجِبًا بِحُسْنِ بَرَاعَتِي
وَعَرَفْتُ شَعْبًا غَيْرَهَا
حَتَّى بَدَتْ كُرَّاسَتِي
حَفْلًا يَضُمُّ جَمَاعَتِي
يُنْمِي مَزَارِعَ نَشْوَتِي
وَبِخَمْرِهِمْ قَتَّلْتُ رُوحَ شَرِيعَتِي
إنَّ الشُّجُونَ مَتَى حَوَتْنِي أَعْتَنِقْ
خَمْرَ الفَنَاءِ وَكَأْسَهُ لا أَسْتَفِقْ
فَرَأَيْتُنِي فِي ظُلْمَتِي
صَرَخَتْ مَلَامِحُ نَدْمَتِي
وَكَمَا القَذَائِفِ وِالزَّلازِلِ
أَصْعَقَتْنِي صَحْوَتِي
وَاصْطَادَنِي بَحْرُ الْهَوَى
مِنْ سِكْرَتِي
وَرَأَيْتـُهَا ..فَأَسَرْتـُنِي مِنْ نَظْرَةٍ
عَبْدًا لَهَا
.......
يَا وَيْحَ قَلْبِي لَمْ يِتُبْ
مِنْ حُبِّهَا
عَامٌ مَضَي لَمْ يُنْسِنِي
بَلْ زَادَ حَرَّ الشُّعلةِ
مَاذَا أَقُولُ وَهَلْ أَعدُّ لِعَوْدَتِي؟
.......
يَا عَاشِقٌ.. أَضْحَى ظَلَامُكَ نَافِقَا
فَانثرْ حَدِيثًا شِائِقَا
وَابْعَثْ قَصِيدَةَ نَادِمٍ
تُرَاكَ كُنْتَ مُنَافِقَا
أَحْبَبْتَهَا وَلَمْ تَكُنْ
يَوْمًا لِحِبٍّ نَاسِيَايتني في ظلمتى ر
قَدِّمْ مُهُورَكَ وَاصِلا
وَارْسِلْ إِلَيْهَا سَائِلا
.......
هَلْ تُصْبِحِينَ عَبَاءَتِي؟
أَرْضَاكِ أَنْتِ مَلِيكَتِي
وَرَفِيقَتِي وَخَلِيلَتِي
أَفَلَا تَكُونِين السما
وَإِلَى الِإلَهِ وَسِيلَتِي
هَلْ تَقْبَلِين مُحَجَّلًا بِكِ يَنْطَلِقْ
وَلِبَعْضِ لَحْظَةِ وَصْلِنَا قَدْ يَسْتَرِقْ
لَا تَهْجُرِي إِنَّ الْوُجُودَ بِقُربِكِ
رَوْحٌ تُضِيئُ ظَلَامَ قَلْبِي الْمُنْفَلِقْ
لَا تَسْمَعِي صَوْتَ الْعُقُولِ فَإِنَّهُ
شَبَحٌ يُمِيتُ قُلُوبَنَا كَيْ نَفْتَرِقْ
.......
تِلْكُمْ قُشُورُ حِكَايَتِي
بُعْدُ الْحَبِيبِ فَجِيعَتِي
بقلم:سميرصادق الشعيري